الجنة، وبالصفة التى وصف بها أهل النار. فالحال راجعة فى الوجهين إلى الأكثر والأغلب.
ومعنى الأشعث: الملبد الشعر المغبر منه، ذلك الذى لا يهتبل بترجيله ولا غسله ولا دهنه. ومعنى " مدفوع بالأبواب " أى: لا يؤذن له، ويحجب لحقارته عند الناس وخموله.
وقوله: " لو أقسم على الله لأبره ": قيل: لو دعاه لأجابه، وقيل: أمضى يمينه على البر وصدقها ونفذ قضاؤه بما خرجت عليه يمينه، وقد سبق ذلك فى علمه. يقال: أبررت القسم: إذا لم تخالفها وأمضيتها على البرّ. ويقال فيه: برزت القسم أيضاً.
وقوله فى أهل النار: " كل عتل جواظ متكبر "، وفى الرواية الأخرى: " كل جواظ زنيم متكبر "، قال الإمام: قال الهروى (٢): قال أحمد بن عبيد: الجواظ: الجموع المنوع. قال غيره: الكثير اللحم، المختال فى مشيته. وقد جاظ يجوظ جوظاناً، ويقال للقصير البطن، كل قد قيل. وأما العتل، فقيل: هو الجافى الشديد الخصوِمة بالباطل. وأما الزنيم، فهوالملصق بالقوم الدعى. ذكر هذا فى تفسير قوله تعالى:{عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}(٣)، وعن ابن عباس (٤) قول آخر فى الزنيم المذكور فى الآية: أنه رجل من قريش، كان له زنمة كزنمة الشاة. وروى عنه ابن جبير (٥): أَنه الذى يعرف بالشر، كما تعرف الشاة بزنمتها.
قال القاضى: وفى كتاب العين: العتل: الأذل (٦)، وكذلك الجواظ. وقال ابن دريد: الجواظ: الجافى القلب. وقال غيره: الفاجر، وقيل: التكبر مع عظم الجسم.
وقوله فى الذى عقر الناقة: " عزيز عارم (٧) منيع فى رهطه ": العارم: الجرىء
(١) الشمس: ١٢. (٢) لم نجد هذا اللفظ فى كتابه. (٣) القلم: ١٣. (٤) البخارى، ك التفسير، سورة ن، ب {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} ٦/ ١٩٧. (٥) انظر: جامع البيان للطبرى ٩/ ٢٥. (٦) فى ح: الأجهل. (٧) هكذا فى ح، وفى الأصل: عازم، وهو تصحيف من الناسخ.