بعضهم الرواية الأولى، ومعناها: استخفته. قال فى الجمهرة: كل شىء استخففته فقد استجهلته، واستجهلت الريح الغصن: إذا حركته فاضطرب، وقيل: أغضبته. قال الهروى: من استجهل مؤمناً فعليه إثمه، أى من حمله على ما يغضبه، وهو من هذا، أى من [حملته](٢) الحمية على الجهل والغضب، وهو معنى الرواية الأخرى. قيل: احتملته: أغضبته، أو احتمل، كما قال: " حتى هموا أن يقتتلوا ".
وقوله: " فتشهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين جلس ثم قال ": فيه الابتداء بذكر الله وحمده بالشهادتين فى الكلام فى الأمور المهمة.
وقوله: " ألممت بذنب ": أى أتيته [به](٣) وليس لك بعادة، وهو أصل اللمم، وقد فسرناه قبل (٤). قال الداودى فى قوله هذا: لا دليل على الفرق بين أزواج النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهن؛ من وجوب اعتراضهن بما يكون منهن من ذلك [ولا يكتمه](٥)؛ إذ لا يحل لنبى إمساك من يفعل ذلك، وأمر غيرهن بالستر. وليس كما قال، ولا فى الحديث أمرها بالاعتراف، إنما قال لها: " استغفرى الله وتوبى "، وهذا فيما بينها وبين الله وكذلك قوله: " فإن العبد إذا اعترف " ليس فيه تصريح بأمرها بالاعتراف له، وإنما هو بالاعتراف لله، كما قال.
وقوله: " فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب، تاب الله عليه ": قد مضى الكلام على التوبة، وقوله: " تاب الله عليه ": توبة الله على عباده: الرجوع بهم من المعصية
(١) يوسف: ١٨. (٢) فى ح: " حمله ". (٣) ساقطة من ح، والمثبت من ز. (٤) انظر: ك القدر، ب قدر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره، برقم (٢٠). (٥) فى ح: ولا يكتمنه.