الشمس من مغربها، والدجالُ، ودابَّةُ الأرض ": اختلف فى أول الآيات، فقيل: أولها طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، من رواية ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو (١). عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " وأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها "، وفى حديث أنس: " أول أشراط الساعة نار [تخرج من اليمن تحشر الناس](٢)"، وفى حديث حذيفة بن أُسَيد: " آخر ذلك النار "، وسيأتى هذا كله بأكثر شرحاً آخر الكتاب عند ذكر أحاديثه (٣).
وذكر فى الحديث قوله:{تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}(٤): قال: " مستقرها تحت العرش ". وقد اختلفت أقاويل المفسرين فى هذا، فقال القتبى: مستَقَرُّها: أقصى منازلها فى الغروب لا تجاوزه ثم ترجع، وروى عن ابن عباس أنه قرأ هذا الحرف: " لا مستقر لها " (٥)، أى أنها جاريةٌ أبداً لا تثبت فى موضع واحدٍ.
قال بعض أصحاب المعانى: وعلى جمع القراءتين جريها بحسبان لا مستقر لها، حتى ترتفع إلى أبعد غاياتها وجريها تحت العرش، وهو مستقرها على القراءة الأخرى. وقوله: " أتدرى أين تذهب؟ ": هذا الحديث استدل الطحاوى منه على أنها تغرُب
(١) فى ت: عُمر. والحديث أخرجه ابن أبى شيبة أيضاً فى كتاب الفتن ١٥/ ١٧٨ بلفظ: " والدابة " وذلك من حديث أبى هريرة. أما ما أشار إليه القاضى فلفظه فيه: " تخرج الدابة من جبل أجياد أيام التشريق والناس بمنى " ١٥/ ١٨١. (٢) وردت فى ق: تحشر الناس، تخرج من اليمن. (٣) وذلك فى كتاب الفتن. ومما ينبغى ذكره هنا أنه ينبغى أن يجعل طلوع الشمس من مغربها آخر الآيات حتى يجتمع الحديثان ولا يتنافيان. راجع: إكمال الإكمال ١/ ٢٦٩. (٤) يس: ٣٨. (٥) وكذا قرأ ابن مسعود أيضاً. تفسير القرآن العظيم ٦/ ٥٦٣.