حُبّ مشاهدة ذلك، وقيل: أنه لما احتج على الذى حاجَّهُ بأن ربَّه يحيى ويميت طلب ذلك من ربّه؛ ليتضح (٢) استدلاله عياناً بعد أن كان بياناً (٣)، وقيل:[هو](٤) سؤال على طريق الأدب، والمراد: أقدِرنى على إحياء الموتى. وطمأنينة القلب هنا ببلوغ الأمنية.
وذهب بعض أصحاب الإشارات إلى أن المعنى: أنه أرى من نفسه الشك، وما شك، لكن ليُجَاوَبَ، فيزداد بذلك قُرْبَةً (٥).
وقيل فى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" نحن أحقُّ بالشك من إبراهيم " - سوى ما تقدم -: نفى لشك إبراهيم وإبعاد الخواطر الضعيفة أن تظن بسؤاله ذلك شكاً فيما سأل، أى نحن موقنون بالبعث وإحياء الموتى، فلو شك إبراهيم فى ذلك لكنَّا أولى بالشك - على طريق الأدب - وكلاهما لا يجوز عليه الشك.
وقد بسطنا الكلام فى هذا وشبهه فى القسم الثالث من كتاب " الشفا "(٦).
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" ولو لبثت فى السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعى "، قال الإمام:[هو](٧) تنبيه على فضل يوسف - عليه السلام - وصبره على المصائب.
قال القاضى: الداعى هاهنا رسول الملك ليأتيه به، فقال له يوسف:{ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} الآية (٨)، ولم يخف للخروج من السجن الطويل والراحة من البلية العظيمة لأول ما أمكنه
(١) البقرة: ٢٦٠. (٢) فى ت: ليصح، وقد كتب أمامها بهامش الأصل: " أصل ليصح ". بما يفيد أن تلك النسخة مأخوذة عن نسخة إن لم تكن أصل المؤلف فإنها عورضت بما عورضت به نسخة ت، وحيث إن ت قد صرح بأنه نقلها من أصل المؤلف فإنه هنا يكون جمع بين هذا مع زيادة التصحيح. (٣) فى ت: إيماناً. (٤) من ت. (٥) راجع لطائف الإشارات ١/ ٢٠١. (٦) الشفا: ٢/ ٦٦٥، وما ذكره آخراً هنا كان الوجه الخامس له فى الشفا. (٧) ليست فى المعلم. (٨) يوسف: ٥٠.