ومعنى " تنافسوا ": أى ساروا في الحرص على الدنيا وأسبابها والرغبة في ذلك لا فى غيرها من سبل الخير.
وقيل:" لا تدابروا ": أى لا تجادلوا ولا يبغى بعضكم لبعض الغوائل، [بل](١) تعاونوا على البر والتقوى، وكونوا عباد الله إخواناً فى التعاون على ذلك، لا يترفع بعضكم على بعض.
وقيل: التحسس والتجسس سواء، وفى المنافسة معنى من معانى المحاسدة.
وفيه:" لا تناجشوا ". [من النجش](٢)، وهو هنا - والله أعلم - فى غير البيع؛ لأنه فى البيع: الزيادة فى ثمن السلعة ولا يريد شراءها، [فإنما هو](٣) من ذم بعضهم بعضاً.
وقد قيل: النجش: التنفير عن الشىء. والنجش: الإطراء. ومنه: نجش الوحش، وهو تنفيرها من مكان إلى غيره، فكأنه ينفر القلوب عنه، أو يكون بمعنى تتنافر قلوبكم، مثل تقاطعوا وتدابروا سواء. لكن فى بعضها:"ولا يبع بعضكم على بيع بعض" فهذا يوافق [معناه؛ لمناجشته](٤)، ويكون من الزيادة أو من التنفير عن سلعة غيره باطراء سلعته.
قوله:" لا تهاجروا "(٥): كذا عند ابن ماهان، ورويناه من طرقنا عن الجلودى:" تهجروا "، وضبطناه عن أبى بحر:" تهجروا " بكسر التاء والهاء والجيم. ومعنى الكلمة: لا تهتجروا، أو يكون تقولوا (٦) من الهجر بمعنى: تهاجروا، ومن هجر الكلام وهو
(١) من ح. (٢) و (٣) فى هامش ح. (٤) فى ح: معنى المناجشة. (٥) حديث رقم (٢٩) من هذا الكتاب. (٦) فى ح: تفتعلوا.