فى الأولى:" فخبر أنيساً "، وهو أحسن من رواية العذرى، إذ ليس فيها ما يؤلف الكلام بعضه ببعض.
وقوله: فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال:" وعليك ": فيه جواز مثل هذا فى الرد، والمستحب ما استمر من عمله - عليه الصلاة والسلام - وعمل الصحابة، وما جاء فى رد الملائكة على آدم من قولهم:" وعليك السلام "، ويستحب زيادة الرحمة والبركة على ما جاء فى الحديث (١)، قال الله تعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}(٢)، على تأويل الأكثر أنها تنزلت فى السلام، وإن كان مالك قال: إنها فى تشميت العاطس. قيل: يحبر منها قوله: عليك السلام ورحمة الله وبركاته، {أَوْ رُدُّوهَا} قيل: عليك السلام، كما قيل لك، وقيل غير هذا، وقد تقدم فى حديث [عائشة (٣): " هذا. جبريل يقرئك السلام فقالت: وعليه السلام ورحمة الله] (٤) "، واختار (٥) ابن عمر فى الرد مثل فعل عائشة: عليك السلام. وقد تقدم الكلام على هذا فى أحاديث السلام.
وقوله فى الحديث الآخر لأخيه:" اركب إلى هذا الوادى ": يعنى مكة " فاعلم لى
(١) فى ح: الأحاديث. (٢) النساء: ٨٦. (٣) سبق فى فضائل عائشة رقم (٩١). (٤) فى هامش ح. (٥) فى ح: واختيار.