عبارته (١)، ولا ينبغى أن يسأل صاحب الرؤيا عنها إلا عالمًا ناصحًا أمينًا (٢). وقد قال مالك (٣) - وقيل له: أتعبر على الرؤيا على الخير وهى عنده على الشر؟ - فقال: معاذ الله، أبالنبوة يتلعب؟ هى من أجزاء النبوة.
وقوله فى الحديث:" إنى أرى الليلة " فقال ثعلب: يقال من لدن الصباح إلى الظهر. أريت (٤) الليلة، يعنى عن الماضية، ومن الظهر إلى الليل: أرأيت البارحة. قال الإمام: وأما الظلة فهى سحابة (٥). " وتنطف " معناها: تقطر، و" يتكففون ": يأخذون بأكفهم. و" سببًا واصلاً من السماء إلى الأرض " بمعنى موصولاً، فيكون فاعلاً بمعنى مفعول، كقوله تعالى: [{مَّاءٍ دَافِقٍ}(٦) أى مدفوق و {عِيشَةٍ رَّاضِيَة}(٧) "] (٨) بمعنى مرضية والسبب: الحبل.
قال القاضى: أصل الظلة: كل ما علاك وأظلك. وقيل: الظلة: سحابة لها ظل. وقال ابن دريد (٩): كل شىء جمعته فقد كففته. وقال بعض أهل هذا الشأن (١٠): إنما عبر الظلة بالإسلام؛ لأن الظلة نعمة (١١) الله فى الدنيا بالمطر والرحمة والظلال، وكذلك على أهل الجنة، وكذلك كانت على بنى إسرائيل، وكذلك كانت تظل النبى - عليه السلام - وكذلك الإسلام يقى الأذى، وينعم به المؤمن فى الدنيا والآخرة، وهو رحمة له.
قال القاضى: وقد يكون غيرها (١٢) بذلك لما نطفت العسل والسمن، وقد عبر فيها ذلك بالقرآن وذلك لما (١٣) كان عن الإسلام والشريعة، قالوا (١٤): وأما العسل فإن الله تعالى قال: {فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاس}(١٥)، وقال فى القرآن:{شِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُور}(١٦)،
(١) قال لذلك الكرمانى، كما ذكر ابن بطال فى شرح البخارى ٤/ ق ٢٢٩، ابن حجر فى الفتح ١٢/ ٣٦٧ ك التعبير ب من لم ير الرؤيا لأول عابر. (٢) قال هذا الكلام ابن قتيبة فيما نقله عنه ابن بطال فى شرح البخارى ٤/ ٢٢٩. (٣) نقله ابن أبى زيد فى الجامع ص ٢٦١، الباجى فى المنتقى ٧/ ٢٧٧، ابن بطال فى شرح البخارى ٤/ ٢٢٩. (٤) فى ز: أرى. (٥) فى ح: السحابة. (٦) الطارق: ٦. (٧) القارعة: ٧. (٨) سقط من ز. (٩) انظر: الجمهرة ١/ ١١٧ مادة " كفف ". (١٠) منهم: المهلب. انظر: شرح البخارى ٤/ ٢٢٩. (١١) فى ز: يعيم. (١٢) فى ح: عبرها. (١٣) فى ح: إنما. (١٤) منهم: المهلب. شرح البخارى ٤/ ٢٢٩. (١٥) النحل: ٦٩. (١٦) يونس: ٥٧.