والوزغة عندها من أنواع الضر والأذى ما خرجت به عن أجناسها من الحشرات المستضعفات. وأما تخصيصها فى تكثير الأجر لمن قتلها فى المرة الأولى، وتضعيفه على من ضربها ولم يقتلها إلا فى الثانية أو فى الثالثة، فمن أسرار الحكمة والتكليف، وأكثر ما جاءت مضاعفة الأجور على تكثير العمل ومعاودته وتكراره، وهذا بعكسه؛ ولعل السر فى ذلك: الحض على المبادرة لقتلها والحد فيه، وترك التوانى، حتى تفوت سليمة والله أعلم.
وقوله فى سند هذا الحديث: عن سهيل قال: حدثنى أخى، عن أبى هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أنه قال:" فى أول ضربة سبعين حسنة "، قال الإمام: كذا روى هذا الإسناد عن أبى أحمد الجلودى: سهيل حدثنى أخى عن أبى هريرة. ومن رواية الرازى، عنه: حدثنى أختى عن أبى هريرة. وفى كتاب الأطراف لأبى مسعود الدمشقى. حدثنى أخى عن [أبى عن](١) أبى هريرة. وفى كتاب أبى داود: سهيل حدثنى أخى أو أختى عن أبى هريرة (٢).
قال بعضهم: وما وقع فى رواية أبى العلاء هو خطأ. قال عبد الغنى بن سعيد: إسماعيل بن زكريا (٣) يقول فى هذا الإسناد: حدثنى أخى، ولكن كذا وقع فى
(١) سقط من ز، والمثبت من ح. (٢) أبو داود، ك الأدب، ب فى قتل الأوزاغ (٥٢٦٤). (٣) هو أبو زياد الكوفى الخلقانى، مولى بنى أسد، ولد ١٠٨ هـ، صدوق يخطئ قليلاً، ت ١٩٤ هـ. انظر: تقريب التهذيب ص ١٠٧، السير ٨/ ٤٧٥.