وقيل: إن معناه: أن الجنى يقرها فى أذن وليه الكاهن يسامع بها الشياطين، كما تؤذن الدجاجة بصوتها صواحبها، فيتجاوبن، وذلك من شأنهن قوله وأما ما ذكر عن الفربرى أنه رواه:" قر! بكسر القاف، فلم يضبطه عن الفربرى من جميع الطرق ولا عن غيره، ولا يصح الكسر فيه ولو صحت به الرواية، لكنه وضع فى كتب بعض الشيوخ كما قال.
وقوله: " فيقذفها فى أذن وليه ": أى بلغتها (٢)، قال الله تعالى: {إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ (٣) عَلاَّمُ الْغُيُوب} (٤). قال نفطويه (٥): أن يلقى الحق فى قلب من يشاء، ويحتمل أن يكون معناه: أن يقول فى أذن وليه ما لا يعلم، ولا حقيقة عنده منه إلا ما استرق من كلمة من قصة لا يدرى شرحها وتمامها، قال الله تعالى:{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيد}(٦)، أى يتخرصون ويقولون ما لا يعلمون.
وفى الحديث الآخر من رواية صالح عن الزهرى: " يقرفون (٧) فيه ويزيدون (٨) فيه " بالذال، هذه رواية الجلودى وغيره، وهى بمعنى ما تقدم من التخوص، وقول ما لا يعلمون. وفى رواية ابن ماهان من طريق الهوزنى: " ويقرفون " بالراء، وكذا جاء بغير خلاف
(١) سبأ: ٥٣. (٢) فى ح: يلقتها. (٣) فى ز: بالغيب. (٤) سبأ: ٤٨. (٥) هو أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان العتلى الأسدى المشهور بنفطويه لذمامته وأومته، تشبيهاً له بالنفط، توفى سنة ٣٢٣ هـ، وفيات الأعيان ١/ ٤٧، السير ١٥/ ٧٥. (٦) سبأ: ٥٣. (٧) فى ز: يقذفون. (٨) فى ز: تريدون.