عندكم فاكتب إلى حتى أخرج إليه. وكتب إلى أبى عبيدة فى الطاعون الذى وقع بالشام، فعزم عليه أن يقدم عليه مخافة أن يصيبه الطاعون.
قوله: وروى عن مسروق والأسود بن هلال وأبى موسى الأشعرى؛ أنهم فروا من الطاعون (١)، وروى عن عمرو بن العاص أنه قال: تفرقوا عن هذا الرجز فى الشعاب والأودية ورؤوس الجبال، فقال معاذ: بل هو شهادة ورحمة ودعوة نبيكم (٢). قال ابن قلابة (٣): ومعناه: دعوة نبيكم. قال: دعى أن يجعل فناء أمته بالطعن والطاعون.
قال القاضى: كذا رواه جماعتهم، والصحيح من الرواية أنه - عليه السلام - أخبره جبريل أن فناء أمته بطعن أو طاعون (٤)، فقال:" اللهم فبالطاعون "(٥)، وهذا هو الذى يوافق حديثه الآخر:" ألا يجعل بأسَهم بينهم ولا يسلط عليهم عدواً من غيرهم " وإن كان منع من إحداهما (٦) كما جاء فى الحديث.
قال بعض أهل العلم: لم ينه عن دخول أرض الطاعون والخروج عنها مخافة أن يصيب غير ما كتب عليه ويهلك قبل أجله، لكن حذار الفتنة [على الحى](٧) من أن نظن أن
(١) انظر: شرح البخارى لابن بطال (٤/ ق ١٩٠)، ك الطب، ب من خرج من أرض لا تلائمه. قال ابن عبد البر فى التمهيد: لم يبلغنى عن أحد أن أحدًا من حملة العلم فر من الطاعون إلا ما ذكر المدائنى أن على بن يزيد بن جدعان هرب من الطاعون. التمهيد ٦/ ٢١٤. (٢) أحمد فى المسند ٥/ ٢٤٨، وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (٢/ ٣١٤)، وقال: رواه أحمد وأبو قلابة لم يدرك معاذ بن جبل. (٣) فى ح: أبو قلابة. (٤) أحمد ٥/ ٨١، ذكره الهيثمى فى المجمع (٢/ ٣١٣) وقال: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير ورجال أحمد ثقات، ونصه: عن أبى عسيب قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أتانى جبريل - عليه السلام - بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة لأمتى ورحمة لهم ورجس على الكافرين ". (٥) انظر: تاريخ الطبرى ٢/ ٢٠٢ السنة الـ ١٧، وإسناد الحديث فيه مجهول. (٦) أحمد ٥/ ٢٤٥، ذكره الهيثمى فى المجمع ٢/ ٣١٤ وقال: رواه أحمد. (٧) سقط من ز، والمثبت من ح.