وقوله:" وما يدريك أنها رقية ": دليل أن القرآن وإن كان كله مرجو البركة، ففيه ما يختص بالرقية دون جميعه. قيل: وموضع الرقية فى أم القرآن قوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(١)؛ لعموم التفويض إليه [سبحانه](٢)، واللجأ والرغبة فى هذا وغيره.
وقوله:" إن سيد الحى سليم ": أى لديغ. السليم: هو الملدوغ. قيل: سمى بذلك على طريق التفاؤل بالسلامة، وقيل: لأنه مستسلم لما به.
وقوله:" ما كنا نأبنُهُ برقية "، قال الإمام: أى ما كنا نتهمه بها. [(٣) قال الهروى: وفى حديث أبى الدرداء: " أنؤبن بما ليس فينا ": أى نتهم. يقال: أبنت الرجل آبنه، وآبنه: إذا رميته بخلة سوء، قال ابن الأنبارى: رجل مأبون: أى معيب، والأبنة فى كلام العرب: العيب، ومنه قولهم: عود مأبون: إذا كانت فيه أبنة وهى العقبة، يعاب بها وتفسده، قال الأعشى:
سلاجم كالنخل ألبستها ... قضيب سراء قليل الأُبن (٤)
السلاجم: النصال العراض. وقال غيره: يقال: أنبت الرجل خيرًا أو شرًا؛ إذا قذفته به.
قال القاضى: قد روينا هذا الحرف فى هذا الحديث من رواية الباجى: " ما كنا نظنه برقية "، وهى تفسير الرواية الأخرى، وذكر أيضاً من رواية ابن أبى شيبة:" ما كنا نظنه ".
(١) الفاتحة: ٤. (٢) ساقطة من الأصل. (٣) بداية سقط فى الأصل. (٤) انظر: اللسان، مادة " سلجم ".