الحديث من الكتاب وإن لم يقل: حدث (١) بما فيه عنى، كما قال منصور (٢) وأيوب (٣): إذا كتبت إليك فقد حدثتك (٤).
والحجة فى ذلك أيضاً: كتاب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عماله وأمرائه وامتثالهم ما فيها، وقوله فى الرواية الأخرى:" أتانا كتاب عمر ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد "(٥) يريد أنهم معه بأذربيجان، فالكتاب جامعه بدليل الحديث الأول (٦): أتانا كتاب عمر ونحن بأذربيجان: " يا عتبة بن فرقد " كما تقدم، ويدل عليه من هذا الحديث أيضاً قوله:" أو بالشام "(٧).
وقوله:" ليس من كدك ولا من كد أبيك أمك "(٨): يعنى: مال المسلمين. والكد: التعب والمشقة والشدة، أى ليس من كسبك وتعبك فى ذلك فتشح به.
وقوله:" فأشبع المسلمين فى رحالهم مما تشبع به فى رحلك "(٩): يعنى: إدرار أرزاقهم، وقسم مال الله عليهم ولا يؤثر نفسه عليهم بلين العيش ولا كثرة مأكول.
وقوله:" وإياك والتنعم وزى أهل الشرك ولبوس الحرير، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لبس الحرير إلا هكذا، ورفع إصبعين "(١٠): وهذا طرف من حديث أبى عثمان [هذا، وفيه زيادة كثيرة. وروى شعبة عن قتادة عن أبى عثمان](١١) النهدى قال: " أتانا كتاب عمر ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد: أما بعد، فاتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، وألقوا الخفاف والسراويلات وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل، وإياكم والنعم (١٢) وزى العجم،
(١) فى ح: حدثته. (٢) هو ابن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة السلمى أبو عقاب الكوفى. قال العجلى: كوفى ثقة. وقال ابن مهدى: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ منه، وقال ابن معين: منصور من أثبت الناس. انظر: الحلية ٥/ ٢٤٠، الجرح والتعديل ٨/ ١٧٧، التهذيب ١٠/ ٣١٢. (٣) هو ابن أبى تميمة السختيانى، يكنى أبا بكر، روى عن أنس والحسن. قال ابن سعد: أيوب ثقة ثبت فى الحديث حجة عدل، وقال ابن معين: ثقة، مات ١٣١. انظر: الجرح ٢/ ٢٥٥، الحلية ٣/ ٣، التهذيب ١/ ٣٩٧. (٤) انظر: فتح المغيث ٢/ ١٢٤. (٥) حديث رقم (١٤) بالباب السابق. (٦) حديث رقم (١٢). (٧) سبق، حديث رقم (١٤). (٨): (١٠) سبق حديث رقم (١٢) بالباب السابق. (١١) سقط من الأصل، والمثبت من ح. (١٢) فى ح: والتنعم.