قال القاضى: قوله: " رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمصاً ": أى رأيته ضامر البطن، وأخمص: حالة البطن من الجوع.
وقوله:" فانكفأت إلى امرأتى ": أى انصرفت وانقلبت.
وقوله:" فأخرجت لى جراباً فيه صاع من شعير ": الجراب: وعاء من جلد.
وقوله:" ولنا بهيمة داجن "، قال الإمام: لعله أراد تصغير بهمة. والبهم: صغار الغنم. والداجن: ما ألف البيت.
وقوله:" إن جابراً صنع لكم سوراً فحيهلا بكم ": السور: هو الطعام بالفارسية.
قال القاضى:[وقال غيره](١) هو الدعوة للطعام بالفارسية. قال الطبرى: أى اتخذ طعاماً لدعوة الناس، كلمة فارسية. فيه أن النبى - عليه السلام - قد كان يتكلم بالفارسية وغيرها من لغات الأمم.
وقوله:" فحيهلا بكم "، قال الإمام: ذكر الهروى فى الحديث: " إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر "(٢)، أن معناه: حى هلم، وهلا حثاً، فجعلا كلمة واحدة، يريد: إذا ذكروا فهات وعجل بعمر، وذكر فى موضع آخر من كتابه: معنى " حى ": [أى](٣) أسرع بذكره، ومعنى " هلا ": أى أسكن عند ذكره حتى تنقضى فضائله، ومنه قول ليلى: وأى حصان لا يقال لها هلا.
أى أسكن للزوج، فإن شددت اللام من " هلا " صارت للوم والتحضيض.
قال القاضى: كان فى هذا الكلام من العلم تعبير عما فى كتاب الهروى، فجئنا به على الصواب، إذ عنه حكاه (٤).
(١) سقط من الأصل، والمثبت من ح. (٢) مسند أحمد ٦/ ١٤٨. (٣) ساقطة من ح. (٤) انظر: غريب الحديث للهروى ٤/ ٨٩.