وقوله:" يُعَصِّبُوه ": أى يسودوه، كانوا يسمون السيد المطاع معصَّباً لأنه يعصَّب بالتاج، أو يعصَّب به أمور الناس، وكان - أيضاً - يقال [له](٢): المعمَّم. والعمائم: تيجان العرب وهى العصائب.
وقوله:" شرق بذلك " أى غُص به. يقال: شَرِقَ بكسر الراء شرقاً، فالشرق
الغَصَص واسم الفاعل شَرِقٌ، عَلى مثال حَذِرَ، قَال الشاعر:
لو بغير الماء حَلْقِى شرَقُ ... كُنْتُ كالغصَّان بالماء اعتصارى
قال القاضى: قد يكون هنا " يعصبوه " على وجهه، لاسيما مع قوله:" بالعصابة " وهذا بيان أنه حقيقة لا مجاز، أى يربطون له عصابة الرياسة والملك، فقد ذكر ابن إسحاق وأصحاب السير فى هذا الخبر: لقد جاءنا الله بك وإنا لننظم له الخرز ليتوجوه، فإنه ليرى أن سلبته ملكاً (٣). والعمائم تيجان العرب، فإذا انضمت لملوكهم فهى تاجه. وقد قال:" يتوجوه ويعصبوه بالعصابة ". والأرض السبخة: التى لا تنبت لملوحة أرضها، وهى كثيرة الغبار.
(١) الحجرات: ٩. (٢) ساقطة من ع. (٣) انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٢٩٢.