وقوله:" الآن حَمِىَ الوطيس "، قال الإمام: قال [أبو عمر المطرز](١): الوطيس: شبه التنور يُخبز فيه، ويضرب مثلاً لشدة الحرب التى يُشَبَّه حرها بحره. وقال غيره: الوطيس: التنور نفسه (٢). وقال الأصمعى: هى حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد يطأ عليها، فيقال: الآن حمى الوطيس، على وجه المثل للأمر إذا اشتد. وقيل: الوطيس جمع، واحده (٣) وطيسة.
قال القاضى: وقوله: " وأخذ حصيات "، وفى الرواية الأخرى:" قبضة من تراب. [ورماهم بها](٤)، فما [فى](٥) خلق الله تعالى منهم إنساناً إلا ملأ الله عينيه بتلك القبضة تراباً، فولوا مدبرين ": هو دلالة من دلائل (٦) نبوته، وفى قوله:" انهزموا ورب محمد ". قال العباس: فنظرت فإذا القتال على هيئته فيما أرى، إلا (٧) أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم [بعد](٨) كليلاً أى شدتهم ضعيفة، آية أخرى من إخباره ما (٩) لم يكن ثم (١٠) كان على ما أخبر بها ثانٍ. فى هذا الموطن معجزتان: إحداهما فعلية، والأخرى خبرية.
(١) فى ع: قال أبو عمرو. (٢) فى ع: عينه. (٣) فى ع: واحدته. (٤) ليست فى نص الحديث. (٥) زائدة فى س. (٦) فى الأصل: دلالة، والمثبت من س. (٧) فى س والأصل: إلى. (٨) غير موجودة فى نص الحديث. (٩) فى س: مما. (١٠) فى س: شهر.