ثم إيمانك واتباعك لى، بخلاف الجاهلية وأهل الأوثان الذين لم يكونوا على شىء من دين ولا كتاب (١).
وقوله:" أدعوك بدعاية الإسلام ": بكسر الدال، أى بدعوته. والدعاية مصدر كالرماية والشكاية. ودعوة الإسلام: التوحيد، وهى مستعارة من الشهادتين، وهى الكلمة التى احتج عليه بها فى الكتاب من الآية. وأما على الرواية الأخرى:" داعية الإسلام " راجع إلى ما تقدم بالكلمة الداعية إلى الإسلام، أو تكون " داعية " هنا بمعنى دعوة، كما قال بعضهم فى قوله:{خَائِنَةَ الأَعْيُن}(٢) أى خيانة، وأنه قد جاء فاعله [مصدر](٣)، ومثله:{لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ}(٤) أى كشف.
[وقوله](٥): " شكراً لما أبلاه الله ": أى اختبره به وفضله به، ويستعمل فى الخير والشر، يقال: أبلاه الله بلاءً حسناً وبلاءً سيئاً.
(١) قال الله تعالى عن أهل الكتاب: {أُوْلَئِكَ يُؤْتُوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْن} القصص: ٥٤، وذكر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا المعنى فى تضعيف الأجر لأهل الكتاب الذين أسلموا، فعن أبى موسى: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه، وأدرك النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن به واتبعه وصدقه فله أجران ... " الحديث وهو فى الصحيحين، وسبق لمسلم، ك الإيمان، ب وجوب الإيمان برسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (١٥٢) فراجعه هناك. (٢) غافر: ١٩. (٣) ساقطة من س. (٤) النجم: ٥٨. (٥) ساقطة من الأصل.