قال الطبرى (١): قوله: " بعدى ": أى بعد فراقى من موقفى هذا، ويكون معنى بعدى (٢): خلافى أى لا تخلفونى فى أنفسكم بعد الذى أمرتكم به، أو لأنه حقَّق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن هذا لا يكون فى حياته فنهاهم بعد مماته.
وقوله:" ويحكم أو قال ويلكم ": كلمتان استعملتهما العرب بمعنى التعجب والتوجع. قال سيبويه: ويل كلمة لمن وقع فى هلكة، وويح ترحم بمعنى ويْل.
وحكى عنه: ويح زجر لمن أشرف على الهلكة.
قال غيره: ولا يراد بهما الدعاء بإيقاع الهلكة، ولكن للترحم والتعجب، وروى عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -: ويحُ كلمة رحمة.
وقال الهروى: ويح لمن وقع فى هلكة لا يستحقها فيترحم عليه ويرثى له، وويل للذى يستحقها ولا يترحم عليه. وقال الأصمعى: ويح ترحم، وقال ابن عباس: الويل: المشقة. قال ابن عرفة الويل الحزن، وقيل: الهلاك.
(١) جاءت فى النووى: الصبرى، وهو خطأ. (٢) فى الأصل: بعدهم، وهو خطأ.