الإسناد واختصار الطريق - كما قدمناه - واتفق لسفيان فى هذا سقوط رجلين أكثر مما طلب، لأنه ظن أن سهيلاً سمعه من أبيه، فإذا به سمعه من شيخ أبيه.
وقول جرير:" بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " وفى الرواية الأخرى: " على السمع والطاعة، فلقننى: فيما استطعت "، ومثله فى حديث ابن عمر فى صحيح البخارى، واختلفت ألفاظ بيعة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فروى ما ذكرناه، وفى حديث سلمة أنهم [كانوا](١) بايعوه يوم الحديبية على الموت، وفى حديث عبادة:" بايعنا النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيعة الحرب على السمع والطاعة فى المنشط والمكره، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول - أو نقوم - بالحق .. ".
وهذه قصص بحسب اختلاف الأحوال.
فأما حديث عُبادة:" فى المنشط والمكره " فهى كانت بيعة الأنصار فى العقبة الثانية على بذل الأنفس والأموال دونه، وكذلك بيعة الشجرة.
وأما قوله:" فيما استطعت " فلقوله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}(٢) وذكر جرير الصلاة والزكاة من بين سائر دعائم الإسلام؛ فلكونهما قرينتين، وأهمّ أمور الإسلام وأظهرها، ولم يذكر الصوم وغيره من الشرائع، لأنه داخل فى السمع والطاعة.