وقول الغلام له:" أنه قائل ": أى نائمٌ القائلة لوقت نومه فيها. فى ذلك أنه لا يشق على العالم ومن يحتاج إليه فى أوقات راحاتهم ونومهم ويترك لهم أوقات لذلك. وقول ابن عمر لما سمع صوته ابن جبير:" والله ما جاء بك فى هذه الساعة إلا حاجة ": دليل على ما قدمناه، أن عادتهم كانت ألا يقصدوا مثله فى هذا الحين.
وقوله:" فوجدته مفترشاً بردعة متوسداً مرفقة حشوها ليف "(١)، فى رواية غير مسلم:" برذعة رحله "(٢): أى رحل بعيره. فيه ما كانوا فيه من الاقتصاد والتقلل من الدنيا، واهتبال ابن عمر من قصده وسؤاله عن حاجته وما جاء به. إذ علم بشاهد الحال أنها مهمّة.
(١) الدارمى، ك النكاح، ب فى اللعان ٢/ ١٥٠. (٢) أحمد فى مسنده ٥/ ١٦٥.