وقوله:" مرحباً بالقوم أو الوفد غير خزايا ولا نداماً " ويروى: " ولا النّدامى "(١).
وقوله:" ولا ندَامى ": مراده به جمع الواحد الذى هو نادم، ولكنه جاء هاهنا على غير القياس اتباعاً لخزايا. قال ابن قتيبة وغيره: قال الفراءُ وغيره: العربُ إذا ضمت حرفاً إلى حرف فربما أجروه على بنيته، ولو أفردوه لتركوه على جهته الأولى، من ذلك قولهم: إنى لآتيه بالغدايا والعشايا، فجمعوا الغداة غدايا، لما ضُمَّت إلى العشايا.
وأنشد:
هنَّاك (٢) أخبية ... ولاج أبْوِية
تخلط بالجدمنه ... البُرُّ واللينا
فجمع الباب أبويةً؛ إذ كان مُتَّبعاً لأخبية، ولو أفرده لم يجُز.
قال الفرَّاء: وأرى قوله فى الحديث: " ارجعن (٣) مأزورات غير مأجورات "(٤) من هذا، ولو أفردوا لقالوا: موزورات.
قال غيره: وإنما يجمع على ندامى النَّدمان الذى هو النديم، وقال القَّزاز فى جامعه: يقال فى النادم (٥): ندمان، فعلى هذا يكون الجمع جارٍ (٦) على الأصل، لا على جهة الاتباع.
(١) جاء فى المعلم عقبها: قال الشيخ -وفقه الله-: معنى خزايا أذلاء ومهانين، ومنه قول الله تعالى: {مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى} يقال: خزى الرجل يخزى خزياً إذا هلك وهان، وخزى خَزَايه إذا استحى، وخزايا جمع خزيان مثل حيارى جمْع حَيْرَان. وفى ق زيد بعدها: خزايا جمع خزية، وقيل: خيازى جمع خيزان. (٢) فى ت: هنَّاد. (٣) فى الإكمال: يرجعن، والمثبت من المعلم. (٤) جزء حديث أخرجه ابن ماجه فى ك الجنائز، ب ما جاء فى اتباع النساء الجنائز ١/ ٥٠٣، البيهقى فى السنن الكبرى ٤/ ٧٧ عن على -رضى الله عنه- وفى إسناده دينار بن عمر، ذكره ابن حبان فى الثقات، وقال الخليلى فى الإرشاد: كذاب، وبقية رجاله ثقات. قال البيهقى عقب سياقته للحديث: وفى حديث الروذبارى: " موزورات ". (٥) فى المعلم: للنادم. (٦) فى المعلم: جاريا.