وقيل: بل لكثرة اختلاف الملائكة فى ليلتها، ونزولها إلى الأرض وصعودها، بما تنزلت به من عند الله، وبكل أمر حكيم، وبالثواب والأجور، سترت أجسامُها اللطيفة، وأجنحتها شعاعها، وحجبت نورها وروثة الأنف: طرفه، وهو أرنبته الذى جاء فى الحديث الآخر، والروثهُ الأرنبة وما يليها، ووكف المسجد: أى قطر منه ماء المطر، والعريش فى هذا الحديث ظُلّة جُعلَتْ للمسجد من جريد تقى حر الشمس. وأصل العريش: السقف، و" تحينوها ": أى أطلبوا حينها، مثل قوله:" تحروها " وَشدةَ (١) القبة: بابها. وتقويض الشىء: إزالته والذهاب به، وقاض البناء وانقاض:[انهدم](٢)، وإزالة الأخبية مثل هدمها، والسبع الغوابر: أى البواقى، كما قال فى الحديث الآخر:" الأواخر ".
وقوله:" وأرانى أسجد فى صبيحتها فى ماءٍ وطين ": علامة جعلت [له](٣) تلك السنة - والله أعلم - ليستدل بها عليها، كما استدل بالشمس وغيرها. ذكر البخارى عن الحميدى أنه كان يحتج بهذا الحديث [أنه](٤) لا تمسح الجبهة فى الصلاة (٥).
وقوله:" حين طلع القمر كأنه شق جَفْنَةٍ ": أى نصف، يدل أنها لم تكن [إلا فى آخر القمر](٦)، إذ لا يكون بهذه الصورة فى أوله عند طلوعه [ولا فى نصفه عند تمامه وقد ذكر نحوه فى كتاب النسائى (٧). قال: قال أبو إسحاق: أراه السبعة، إنما ذلك صبيحة ثلاث وعشرين] (٨)، قال أبو القاسم المهلب: معرفة حقيقة ليلة القدر لا تستطاع؛ لإخبار النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن علمها قد رفع، يريد [بقوله](٩) فى الحديث: " أبينت لى فخرجت
(١) فى س: سدة. (٢) فى س: للهدم. (٣) من هامش الأصل. (٤) ساقطة من س. (٥) البخارى فى الصحيح، ك الأذان، ب السجود على الأنف والسجود على الطين ١/ ٣٠٦، ٣٠٧. (٦) فى س: فى آخر العشر. (٧) النسائى، ك الاعتكاف، ب علامة ليلة القدر ٢/ ٢٧٥. (٨) سقط من الأصل، وما أثبت من س. (٩) من س.