وقال الهروى: هو الإناء الذى يحلب فيه ذوات الألبان، وحمله هنا على الآنية أولى، بدليل قوله:" بحلاب لبن "، وقوله فى الرواية الأخرى " بإناء فيه لبن "(١)، و " بقعْبٍ فيه لبن "، والقعب: إناء من خشب مقعر مدور يشرب فيه، تُشَبَّه به حَوافر الخيل، وكما جاء فى الرواية الأخرى:" بقدح لبن ".
وقوله فى رواية أبى النضر:" فأرسلت إليه أم الفضل بنت الحارث ": فيه قبول الهدية من القرابة والأصهار، وملاطفة الإخوان، نساءً كن أو رجالاً، قالوا: وفيه ترك السؤال مما (٢) ألقى بأيدى الفضلاء والأتقياء، إذ لم يسألها النبى - عليه السلام - أنه من مالها، أو من مال العباس زوجها.
قال القاضى: وقد يكون هذا مما أذن للنساء بالتصرف فيه، أو لعلمها أن العباس يُسر بذلك من فعلها، ولعلم النبى - عليه السلام - بذلك منه، وأنه عمه، وممن أذن للمؤمنين أن يأكلوا من بيت مثله.
(١) أخرجه البخارى، ك الأشربة، ب شرب اللبن، عن أم الفضل ٧/ ١٤٠. (٢) فى س: عما.