قال القاضى: وقوله: " يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ": أى يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق به شىء منه. والرمية: الصيد الذى يرمى، فعيلة بمعنى مفعولة. والدين هنا الإسلام. وقال الخطابى: هو هنا الطاعة، أى من طاعة الإمام.
وقوله: " يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ": فيه تأويلان، أى لم تفقهه قلوبهم ولا انتفعوا بما تلوا (١) منه، ولا لهم فيه (٢) حظ سوى تلاوة الفم والحنجرة والحلق، إذ بهما تقطيع الحروف. والتأويل الآخر: أنه لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا تتقبلُ (٣).
وقوله فى الرواية الأخرى: " يتلون كتاب الله لينا (٤) رطباً ": أى سهلاً لكثرة حفظهم له. وقد رواه بعض شيوخنا: " ليناً " بالنون، وهو بمعنى رطب، وقيل:[معنى](٥) " لياً " أى يلوون ألسنتهم به، أى يحرفونه، وقيل: هذا بعيد لا يلتئم مع قوله: " رطباً " وليست صفة الخوارج، وإنما هى صفة أهل الكتاب الذين وصفهم به الله، لكن قد يرجع هذا " اللَّى " إلى تحريف معانيه وتأويله، وقد يكون من اللى فى الشهادة وهو الميل، قاله القتبى. وناشز الجبين [أى](٦) مرتفعة، والنصل: حديدة السهم، والقدح: عوده.
قال الإمام: والقُذَذُ: ريش السهم، والبصيرة: طريقة الدم وجمعها بصائر، والفوق: الحز الذى يجعل فيه الوتر، والرصاف: مدخل السهم فى النصل. قال الهروى:
(١) فى س: تلوه. (٢) فى الأصل: منه. (٣) فى س: لا يتقبل. (٤) فى نسخ الإكمال: ليا، وما أثبت من الصحيحة المطبوعة. (٥) و (٦) ساقطة من س.