يعنى معاقبته عليه بالنار، إذ (١) غر من نفسه، وأخذ باسم الفقر ما لا يحل له، أو يكون مجازاً من ذل (٢) السؤال، وبذل الوجه لغير فاقة مضطرة، فاستعان لذلك احتراق الوجه بذلك، وأن الاحتطاب وتكلف صعب المعيشة ومشقة الكسب، خير له وأصون لإراقة ماء وجهه، ورونق محياه، وقد يكون الجمرُ على وجهه، أى يرد ما يأخذ جمرًا فيكوى به (٣)، كما جاء فى مانع الزكاة. وقد يكون عندى قوله:" لقى الله وما فى وجهه مزعة لحم " على ضرب المثل والاستعارة لحاله فى الدنيا، من ذهاب الجرمة عن وجهه، والصون بذل السؤال حتى مات ولم تبق له وجه عند الناس ولا قدر.
واختلف فيمن تحل له المسألة، فقيل: من معه ما يغديه ويعشيه فلا تحل له، وتأولوا
= رجال الصحيح. وجاء - أيضاً - فى البيهقى: " الذى يسأل من غير حاجة كمثل الذى يلتقط الجمر " ٤/ ١٧٤، وفى الترغيب ٢/ ٤، وروى البيهقى فى الكبرى عن على أن رسول الله قال: " من سأل الناس عن ظهر غنى فإنما يستكثر من جمر جهنم " ٤/ ١٧٤ ورواه - أيضاً - الدارقطنى ٢/ ١٢١. (١) فى س: إذا. (٢) فى س: ذلك. (٣) فى س: بها.