قال القاضى: وقيل درهم ودينار، [ودرهم](٢) وثوب، والزوج: الفرد، قال الله:{مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}(٣)، ويقع الزوج على الاثنين أيضًا، وقيل: إنما يقال للفرد: زوجٍ، إذا كان معه آخرٌ، والزوج الصنف، وقيل ذلك فى قوله تعالى:{وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً}(٤). قيل: و [قد](٥) يحتمل أن يكون هذا فى جميع أعمال البر من صلّى صلاتين، أو صام يومين. والمقصود من هذا كله - والله أعلم - تشفيع صدقته بأخرى مثلها، والتنبيه على فضل الصدقة والنفقة فى سبيل الله، والاستكثار منها.
وقوله:" فى سبيل الله "(٦): قيل: يحتمل العمومُ فى جميع وجوه الخير، وقيل: الخصوص [فى](٧) الجهاد، والأول أظهر. وقوله:" نودى هذا خير ": فيه وجهان؛ أى هنالك خيرٌ وثواب وغبطة، والآخر هذا الباب خيرٌ من غيره من الأبواب لك، لكثرة ثوابهِ، ونعيمه.
وقوله:" أَىْ فلُ هَلُمَّ ": معناه: أى فلان، فرخّمَ، ونقل إعرابُ الكلمة على بقية الكلمة على إحدى اللغتين، وقيل: بل تستعمل " فل " فى غير النداء والترخيم، وأنها لغة فلان وهو أعرف، وأنشدوا:
أمسك فلانًا عن فل.
وقوله:" فمن كان من أهل الصلاة نودى من باب الصلاة "، وذكر مثله فى غيرها من الصيام والجهاد والصدقة، المراد: من كان الغالب عليه فى عمله وطاعته ونوافِلهِ الصلاة والصيام، وإلا فكل مسلم يصلى ويصوم ويتصدق.
وقوله:" أنفق زوجين فى سبيل الله " وذكر الصلاة والصيام، فعلى هذا العمل يقع
(١) فى ع: أى قرنت كل واحد بواحدة، وما أثبت من الإكمال. (٢) ساقطة من س. (٣) هود: ٤٠. (٤) الواقعة: ٧. (٥) ساقطة من س. (٦) قيد بعدها فى س: والاستكثار. ولا معنى لها هنا. (٧) من س.