أداها، وهذا على من يقول: إنها المفروضة، وأما على الندب فقد ذكرنا وجهه. والأشبه عندى احتمال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له على ما تقدم هذه الصدقة، وإخراجها عنه برأيه، ويعضده رواية:" فهى له، وصدقة عليه "، لا على أنه أحل له الصدقة، لكنه (١) تركها له وأخرج الصدقة عنه من مال نفسه، والله أعلم.
وقوله:" ما ينقم ابْنُ جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناه الله ": تقدم القول فيه على التطوع وأما على الفريضة فقال المهلب: كان ابن جميل منافقاً أولاً فمنع الزكاة، فأنزل الله [تعالى](٢): {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ}(٣)، فقال: استتابنى (٤) فتاب، وصلحت حاله.
قال الإمام: وقوله: " فإن عم الرجل صنو أبيه ": أراد أن أصله وأصل أبيه واحد. قال: ابن الأعرابى: الصنو: المثل، أراد مثل أبيه. وقيل: فى قول الله تعالى: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ}(٥): إن معنى الصنوان: أن يكون الأصل واحدًا. [و](٦) فيه النخلتان، والثلاث، والأربع. والصنوان جمع صنو. ويجمع أصناء مثل: اسم وأسماء، فإذا أردت الجمع المكسر قلت: الصِنىِّ الصُّنِى.
قال القاضى: كذا فى النسخ الواصلة إلينا من المعلم " فإذا أردت الجمع المكسر "، وإنما هو فى أصل الغريبين:" فإذا كثرت "، وأراه تصحف (٧)" كسَّرْت ".
ومعنى قوله:" ما ينقم ابن جميل ": أى ما ينكر، يقال: نقم ينقم، ونقم ينقم، وكذلك من العقاب، وفى قوله: عم الرجل صنو أبيه تعظيم حق العم، وقد أنزله العلماء منزلة الأب فى كثير من الحقوق.
(١) فى الأصل: لكنها، والمثبت من س. (٢) مثبتة من س. (٣) التوبة: ٧٤. (٤) هكذا فى الأصل، س. (٥) الرعد: ٤. (٦) مثبتة من ع، س. (٧) فى س: تصحيف.