غوى، فقال:" بئس خطيب القوم أنت (٣) قل: ومن يعص الله ورسوله " أنكر - عليه السلام - جمع اسمه مع اسم الله فى كلمة واحدة وضمير واحد؛ لما فيه من التسوية؛ تعظيماً لله تعالى، وقد قال - عليه السلام -: " لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء فلان، ولكن ثم شاء فلان "(٤) وذلك لما فى معنى " ثم " من التراخى، بخلاف الواو الذى تقتضى التسوية، وإن كان الله تعالى قد شرَّف نبينا بذكره مثل ذلك فى حقه، وعُدَّت من خصائصه، كقوله:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}(٥) و {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}(٦) وشبه هذا.
وفيه: توقى الكلام - المجمل والمحتمل - فى حق الله، والتحفظ من إيراد أمثاله فى الخطب والمقامات المشهودة وهذا بيِّنٌ فى معنى الحديث، وعليه إنكاره - عليه السلام - وقد روى أَنَّ إنكاره - عليه السلام - وقوفُه على قوله:" ومن يعصهما " أو احتجَّ به المفسرون على تخطئة الوقوف على غير التام، وما رده - عليه السلام - فى الكتاب عليه، وهو أصح، يخالف هذه الرواية. وقد اختلف المفسرون فى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
(١) الزخرف: ٧٧. (٢) ق: ١. (٣) الذى فى المطبوعة: " بئس الخطيب أنت "، وكذا أخرجه أحمد فى المسند ٤/ ٢٥٦. وما هاهنا هو لفظه فى الشفا ١/ ٦٥. (٤) أبو داود فى ك الأدب، ب لا يقال: خبثت نفسى (٤٩٨٠)، والنسائى فى الكبرى، ك عمل اليوم والليلة، ب النهى أن يقال: ما شاء الله وشاء فلان ٦/ ٢٤٥، وأحمد فى المسند ٥/ ٣٨٤ عن حذيفة. (٥) آل عمران: ١٣٢، وجاءت فى س: {أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُول} وهى من النساء: ٥٩، وليست بمقصودة للمسألة. (٦) الحديد: ٧.