قال القاضى: وقيل فى تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَت}(١) نحو هذا، صارت ناراً كما يسجر التنور (٢)، وقيل: فاضت (٣)، وقيل: خلطت (٤)، وقيل: لا يبعد أن يكون هذا كله أن تخلط وتفيض وتصير نارًا.
ومعنى قوله: " حتى تستقل الظل بالرمح " أن يكون ظله قليلاً، كأنه قال: حتى قلَّ ظلُّ الرمح والباء زائدة، جاءت لتحسين الكلام، كما قالوا فى قوله تعالى:{وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ بِظُلْم}(٥){وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُم}(٦)، وقد رواه أبى داود: " حتى يعدل الرمح ظله " (٧). قال الخطابى: هذا إذا قامت الشمس وتناهى قصر الظل (٨).
(١) التكوير: ٦. (٢) وهو قول مجاهد والحسن بن مسلم. (٣) وهو اختيار الضحاك. (٤) لم أجد من قال به من أهل التفسير، وقريب منه قول السدى فتحت وسيِّرت. راجع: تفسير الطبرى ٣٠/ ٤٥، وتفسير ابن كثير ٨/ ٣٥٥. (٥) الحج: ٢٥. (٦) المائدة: ٦، وجاءت فى النسخ: فامسحوا نتكون لإلصاق بمعنى أنار قد ضمنا الفعل معنى الإلصاق، فكأنه قال: والصقوا المسح برؤوسكم، وفيها معنى آخر وهو التبعيض. (٧) ك الصلاة، ب من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة (١٢٧٧). (٨) معالم السنن ٢/ ٨٢. ولفظه فيه: وهو إذا قامت الشمس قبل أن تزول، فإذا تناهى قِصرُ الظِلِّ فهو وقت اعتداله. وإذا أخذ فى الزيادة فهو وقت الزوال. =