مستقرٌّ، فوجب لأجل هذا أن يحمل على أبىٍّ ما قلناه.
قال القاضى: وقوله: " فضرب (١) - يعنى النبى عليه السلام - فى صدرى، ففضت عرقاً وكأنما أنظر إلى الله فرَقاً " ثم ذكر الحديث. ضربه فى صدره تنبيهاً (٢) له لما رأى أنه قد غشيه من الخاطر والدهشة التى ظهرت عليه، يقال: فضت عرقاً، وفصت عرقاً، بالضاد والصاد، وقال أبو مروان بن سراج وأنشد:
إذا الجياد فضن بالمسيح
وروايتنا هاهنا بالمعجمة.
ومعنى قوله:" سقط فى نفسى ": أى اعترته حيرة ودهشة. قال الهروى فى قوله تعالى:{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِم}(٣) أى ندموا وتحيروا. يقال للنادم المتحير على فعل فعله: سُقط فى يده، واسقِط، وهو كقوله: قد حصل فى يده من هذا مكروه.
وقوله:" ولا إذ كنت فى الجاهلية ": يعنى الخاطر الذى نزغ به الشيطان له من
(١) الذى فى المطبوعة: ضرب. (٢) فى الأصل: تنبيهه، ونقلها النووى: تثبتاً، وفى الأبى: تثبيت، والمثبت من س. (٣) الأعراف: ١٤٩.