وقوله: فى حديث الحولاء حين أُخبِرَ أنها لا تنام الليل فقال: " لا تنام الليل! " ظاهره الإنكارُ لما تقدم من تكَلَّفِ ما لا يطاق ويشق من العبادة، وقد جاء المعنى مفسراً فى حديث مالك فى الموطأ (١) قال. " فكره ذلك حتى عرفت الكراهية فى وجهه " وقد اختلف اختيار العلماء فى إحياء الليل كله بالصلاة، واختلف فيه قول مالك، فمرة كرهه وقال: لعله يُصبح مغلوباً، وفى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسوة ثم قال: لا بأس به ما لم يضر ذلك بصلاة الصبح، وقال: إن كان يأتيه الصبح وهو نائم فلا، وإن كان وهو به فتور أو كسلٌ فلا بأس به.
وقوله:" إذا نعس أحدُكم فى الصلاة فليرقُد حتى يذهب عنه النوم، [فإن أحدكم إذا صلَّى وهو ناعسٌ لعله يذهب يستغفِرُ فيسب نفسه "] (٢): دليل على أنه لا يجب أن
(١) الموطأ، ك صلاة الليل، ب ما جاء فى صلاة الليل ١/ ١١٨. (٢) من الحديث والمعلم.