قال الإمام: يحتج به من يقول أن الأذنين من الوجه يغسلان؛ لأنه - عليه السلام - أضاف السمع إلى الوجه واختلف فى حكمهما، فقيل: يُمسحانِ لأنهما من الرأس، وقيل: يغسلان كما ذكرنا، وقيل: أما باطنهما فيغسل مع الوجه، وأما ظاهرهما فيمسح مع الرأس (١).
قال القاضى: وقوله: " أنت المقدم وأنت المؤخر ": قيل: المنزل للأشياء منازلها يقدم ما شاء ويؤخر ما شاء ويعز من يشاء ويذلُّ من يشاء وجعل عباده بعضهم فوق بعض درجات، وقيل: هو بمعنى الأول والآخر؛ لأنه إذا كان مقدم كل شىء متقدم فهو قبله ومؤخر كل متأخر فهو بعده، ويكون المقدم والمؤخر بمعنى الهادى والمضل قدم من شاء لطاعته لكرامته وأخَّر من شاء بقضائه لشقاوته وقد تقدم الكلام على التوجيه وعلى الذكر فى الركوع والسجود والدعاء فيهما والدعاء فى الصلاة (٢). وفى هذه الأحاديث حجة للقائلين بذلك.
(١) قلت: الحديث الذى أخرجه أبو داود والترمذى وابن ماجة صريح فى أن الأذنين من الرأس. انظر: أبو داود فى الطهارة، ب صفة وضوء النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ١/ ٢٩، والترمذى كذلك، ب الأذنين من الرأس ١/ ٥٣. وابن ماجة فى الطهارة كذلك، ب الأذنين من الرأس ١/ ١٥٢. (٢) راجع ك الصلاة، ب ما يقال فى الركوع والسجود (٢١٥/ ٢٢٣).