وقوله:" أعتم بالصلاة "(١): أى أبطأ وأخَّرها حتى كانت عتمة الليل، وهى ظلمته، وبه سُميت العشاء الآخرة عتمة.
وقوله:" على رِسْلكم " بكسر الراء، ويقال: بفتحها، أى على لين من قولكم وتمهل وقلة عجلة، والرِسل الترسل والترسيل اللين من القول.
وقوله:" فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنى أنظر إليه يقطر رأسه [ماء](٢) " بيّن أنه إنما أخرَّها لعذر طرأ عليه، ووصفه وضع أطراف أصابعه على قرن رأسه فقال:" ثم صبَّها [يمرها كذلك على الرأس](٣) " الحديث صفة عصر الماء من الشعر باليد، كذا روايتنا هنا فيه لكافتهم وعند العُذرى:[ثم](٤) قلبها، ورواه البخارى (٥) ضمها، والأول الصواب بدليل لفظ الحديث.
وقوله:" ثُمَّ على الصُّدْغِ وناحية اللحية لا يُعصر ولا يَبْطُش "، وفى البخارى:" لا يعْصِرُ ولا يبطش "(٦)، فقوله:" لا يعصر " لا يُضادِ ما تقدم، ولعله أراد لا يعصرُه، أى يجمع شعره فى يده بل يشد أصابعه عليه لا غير، وقال بعضهم: معناه: " لا يبطئ " مقابلة لقوله: " ولا يبطش "، وقول مسلم:" لا يُقَصِّر ": أى عن فعله ذلك من إمرار
(١) فى ت: أعتم بالعتمة. (٢) ساقطة من ت، والعبارة فى المطبوعة: فخرج نبى الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنى أنظُرُ إليه الآن، يقطرُ رأسه ماءً. (٣) فى ت: يمرها على الرأس كذلك قال. (٤) من ت. (٥) ك مواقيت الصلاة، ب النوم قبل العشاء لمن غُلِب ١/ ١٤٩. (٦) وأثبت محقق النسخة الروايتين.