فسأل، فأخبر بما فيها من البقول فقال:" قَرِّبوها " إلى بعض أصحابه - فلما رآه كره أكلها قال:" كل، فإنى أناجى من لا تناجى " فظاهر هذا أن الكراهة باقية مع النضج، وهذا خلاف الأول [قال](١)، ولعل قولهم:" قدر " تصحيف من الرواة، وذلك أن فى كتاب أبى داود " أنه - عليه السلام - أُتِىَ ببدر "(٢) والبدر هنا هو: الطبق، شبه بذلك؛ لاستدارته كاستدارة البدر، فإذا كان كذلك لم يكن هذا مناقضاً لحديث الطبخ؛ لاحتمال أن تكون كانت نيِّئة.
قال القاضى: الصواب " ببدر "، أى طبق، كما قال، وكذا ذكره البخارى عن أحمد بن صالح عن وهب فى هذا الحديث، وقال:" أتى ببدر "، وقال ابن وهب: يعنى طبقاً، وذكر أن ابن عفير رواه عنه بقدر (٣).
(١) ساقطة من ت. (٢) وكذا البخارى، ك الأذان، ب ما جاء فى الثوم النيئ والبصل والكراث. قال: وقال أحمد بن صالح عن ابن وهبٍ: أُتِىَ بِبَدْرٍ، قال ابن وهب: يعنى طبقًا فيه خِضرات، كما أخرجه - أيضاً - بلفظ مسلم ومن طريقه من حديث سعيد بن عُفِير ١/ ٢١٦، وانظر: أبا داود، ك الأطعمة، ب فى أكل الثوم (٣٨٢٢). (٣) راجع التعليق السابق.