قال فى الحديث: " ولولا ذلك أبرز قبره - عليه السلام - غير أنه خشى أن يتخذ مسجداً ".
وقوله: " قاتل الله اليهود " معناه: لعن، كما جاء فى الرواية الأخرى، وقيل: معناه: قتلهم وأهلكهم وقد جاء فاعل بمعنى فَعَلَ فى ألفاظ كقولهم: طارقت النعل (١) وسافرت.
وقوله: " إنى (٢) أبرأ إلى الله أن يكون لى منكم خليل " أى أبعد عن هذا. وأنقطع عنه ولا أتصل به، والعلة لذلك ما نذكره [بعد](٣). وقوله: " لو كنت متخذاً من أمتى خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ".
قال الإمام: قال ابن النحاس: الخليل المختص بشىء دون غيره، ولا يجوز أن يختص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحداً بشىء من أمور الديانة دون غيره قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّك} الآية (٤). قال الإمام: وقيل: الخليل اشتق من الخَلَّةِ بفتح الحاء، وهى الحاجة. وقيل: من الخُلة بضمها وهى تخلل المودة فى القلب، وقيل، من الخُلَّة بالضم أيضًا، وهو نبت تستحليه الإبل. قال ابن قتيبة وغيره: الحمض ما ملح من النبت والخلة ما حلا منه، تقول العرب: الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها.
قال القاضى: وقيل: اشتق من الاستصفاء، وقيل: صفاء المودة، فنفى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تكون حاجته خلته إلى أحد من المخلوقين بل إلى ربه تعالى، كما قال فى الحديث
(١) جاء فى لسان العرب: طارق الرجل بين نعلين وثوبين لبس أحدهما على الآخر، وطارق نعلين خصف إحداهما فوق الأخرى. (٢) فى الأصل: أنا، وهو خطأ. (٣) ساقطة من ت. (٤) المائدة: ٦٧.