أنه مر بينه وبين العنزة، فقد روى عن ابن عباس فيه:" لا يحول بيننا وبينه شىء " وما هاهنا أثبت وأصح ويأتى الكلام على المرأة والحمار بعد.
وقوله:" أقبلتُ على أتان "(١): هى أنثى الحمر، وقد جاء فى الحديث الآخر:" على حمار " أراد به الجنس ولم يرد الذكورية، كما يقال: إنسان، للذكر والأنثى. وقد قال فى البخارى:" على حمار أتان "(٢).
وقوله:" ناهزت الاحتلام " يصحح قول الواقدى: أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفى وابن عباس ابن ثلاث عشرة سنة، وقول الزبير بن بكار: إنه ولد بالشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، وما روى عن سعيد بن جبير توفى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن خمس عشرة سنة. قال ابن حنبل: وهذا الصواب (٣)، وهو يرد رواية من روى عنه: توفى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر سنين (٤)، وقد يتأول - إن صح هذا - أن معناه راجع إلى ما بعده، وهو قوله:" وقد قرأت المحكم ". قال الإمام: وقوله: " وقد (٥) ناهزت الاحتلام ": أى قاربته.
وقوله:" فأرسلت الأتان ترتع "، قال القاضى: أى ترعى، يقال: رتعت الإبل، وقال الشاعر:
(١) الذى فى المطبوعة: أقبلت راكبًا على أتان. (٢) ك الصلاة، ب سترة الإمام سترة من خلفه. (٣) أحمد فى المسند ١/ ٣٧٣. (٤) أحمد فى المسند ١/ ٢٥٣. (٥) فى المطبوعة: وأنا قد.