للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السندي قوله: (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ إلخ) أي لا تملكون غير ذلك في وقت إلا وقت إتيانهن بفاحشة مبينة أي ظاهرة فحشًا وقبحًا والمراد النشوز وشكاسة الخلق وإيذاء الزوج وأهله باللسان واليد لا الزنا إذ لا يناسب (ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ) وهذا هو الملائم لقوله - تعالى -: [وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ] (النساء: ٣٤) الآية، فالحديث على هذا كالتفسير للآية فإنَّ المراد بالضرب فيها هو الضرب المتوسط لا الشديد (١).

الدليل الثالث: عن ابن عمر : أنَّ رجلًا، ضاف رجلًا فافتض أخته، فرفع إلى أبي بكر ، فسأله: فأقر، فقال: «أبكر أم ثيب؟ فقال: بكر، «فجلده مائة وغربه إلى فدك، ثم إنَّ الرجل تزوج المرأة بعد ذلك وقتل باليمامة» (٢).


(١) «حاشية السندي على ابن ماجه» (٢/ ٥٦٩).
(٢) أثر أبي بكر له طرق أهمها ما رواه:
١ - أبو عبيد في «الناسخ والمنسوخ» (١٧٣) حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، وقال (١٧٤) حدثنا يزيد. والقاضي إسماعيل في «أحكام القرآن» (٢٦٥) حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قالا أخبرنا محمد بن إسحاق يرويانه عن نافع، عن ابن عمر : فذكره إسناده صحيح.
يزيد هو ابن هارون.
تنبيه: في رواية أبي عبيد (١٧٤) بالشك عن صفية أو ابن عمر وفي روايته (١٧٣) عن صفية وابن عمر . وصفية هي بنت أبي عبيد زوج عبد الله بن عمر .
فدك: شرق خيبر تسمى الآن الحائط. «المعالم الأثيرة» (ص: ٢١٥).
٢ - عبد الرزاق الصنعاني (١٢٧٩٥) عن شيخ، من أهل المدينة قال: سمعت ابن شهاب يحدث عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: سئل أبو بكر الصديق إسناده ضعيف.
شيخ عبد الرزاق مبهم ورواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي بكر مرسلة.
٣ - ابن أبي شيبة (٤/ ٢٤٩) حدثنا حفص، عن أشعث، عن الزهري. مرسل إسناده ضعيف.
أشعث بن سوار ضعيف ورواية محمد بن مسلم الزهري عن أبي بكر مرسلة.
٤ - القاضي إسماعيل في أحكام القرآن (٢٦٦) حدثنا الحجاج بن المنهال قال حدثنا حماد بن سلمة وعبد الرزاق (١٢٧٩٦) قالا أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع مرسل رواته ثقات.
رواية نافع عن أبي بكر مرسلة وتقدم عن نافع عن ابن عمر .

<<  <   >  >>