وجه الاستدلال: إذا جاز تزوج الزاني العفيفة في الابتداء جاز استدامة.
الرد: قال ابن حزم: هذا لا حجة لهم فيه، لأنَّ الأظهر أنَّه كان بعد توبتهما (١).
وقال أبو عبيد القاسم بن سَلاَّم لا أحسب الذين ترخصوا في ذلك بعد الفجور إلا لتوبة تظهر منها، كالذي يحدث به عن ابن عباس مفسرًا وعن عمر ﵃(٢).
الدليل الرابع: عن سِباع بن ثابت الزهري قال: إنَّ موهب بن رباح تزوج امرأة وللمرأة ابنة من غير موهب ولموهب ابن من غير امرأته، فأصاب ابن موهب ابنة المرأة فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب ﵁«فَحَدَّ عُمَرُ ﵁ ابْنَ مَوْهَبٍ، وَأَخَّرَ الْمَرْأَةَ حَتَّى وَضَعَتْ، ثُمَّ حَدَّهَا وَحَرِصَ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا»، فأبى ابن موهب (٣).
(١) «المحلى» (٩/ ٤٧٧). (٢) «الناسخ والمنسوخ» (١٠٧). (٣) رواه: ١ - عبد الرزاق (١٢٧٩٣): أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، أنَّه سمع سِباع بن ثابت الزهري يقول: فذكره. إسناده صحيح. رواته ثقات وسِباع بن ثابت اختلف في صحبته. ٢ - القاضي إسماعيل في «أحكام القرآن» (٢٦٩) عن علي بن عبد الله وأبو عبيد في «الناسخ والمنسوخ» (١٧٥)، وابن أبي شيبة (٤/ ٢٤٨)، وسعيد بن منصور (٨٨٥) (١/ ٢٥٨) يروونه عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه فذكره والمحفوظ عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سِباع بن ثابت. نقل القاضي إسماعيل بعد أن أخرج الحديث عن شيخه علي ابن المديني قوله: قلت لسفيان إنَّ ابن جريح لا يقول عن أبيه قال سفيان هكذا حدثني عبيد الله ثم قال سفيان وهو أحفظ عن عبيد الله مني. ٣ - أبو عبيد في «الناسخ والمنسوخ» (١٨٨): حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب: أنَّ رجلًا خطبت إليه ابنة له وكانت قد أحدثت فأتى عمر ﵁ فذكر ذلك له فقال: ما رأيت منها إلا خيرًا فقال: زوجها ولا تخبر» إسناده صحيح. عبد الرحمن هو ابن مهدي وسفيان هو الثوري. قال أبو عبيد: قال عبد الرحمن: قوله: ما رأيت منها إلا خيرًا يعني: بعد الحدث.