الثاني: وقوع الطلاق وعدم وقوعه وهذا من خطاب الوضع.
تعريف خطاب التكليف: مقتضى خطاب الشرع (١).
تعريف خطاب الوضع: جعل الشيء سببًا أو شرطًا أو مانعًا (٢).
[اجتماع خطابي التكليف والوضع في الطلاق]
قال القرافي: قد يجتمع خطاب الوضع وخطاب التكليف … مثال اجتماعهما في شيء واحد فالزانا والسرقة والعقود، فإنَّها أسباب تعلق بها التحريم أو الوجوب أو الإباحة في العقود، وهي أسباب العقوبات وانتقال الأملاك، وكذلك الوضوء والستارة شرطان فهما خطاب وضع، وواجبان فهما خطاب تكليف، والزواج واجب أو مندوب أو مباح، وهو سبب الإباحة، والطلاق كذلك وهو سبب تحريم … فاجتمع الأمران (٣).
وقال الزركشي: الطلاق مما اجتمع فيه الخطابان، لأنَّه إمَّا مباح أو مكروه، وهو منصوب سببًا للتحريم، فيكون من خطاب الوضع (٤).
(١) انظر: «شرح مختصر الروضة» (١/ ١٧٦)، و «التحبير شرح التحرير» (٣/ ١١٣٠)، و «شرح الكوكب المنير» (١/ ٤٨٣). (٢) انظر: «الإبهاج في شرح المنهاج» (١/ ٥٠)، و «نهاية السول» (ص: ١٩)، و «البحر المحيط» (١/ ٣٠٥)، و «شرح الكوكب المنير» (١/ ٣٤٢). (٣) «شرح تنقيح الفصول» (ص: ٨٠ - ٨١). (٤) «البحر المحيط» (١/ ٣٥٥). وانظر: «شرح مختصر الروضة» (١/ ٤٣٩)، و «شرح الكوكب المنير» (١/ ٣٤٣).