وقال أبو بكر بن العربي: ما نسبوه إلى الصحابة ﵃ كذب بحت لا أصل له في كتاب ولا رواية له عن أحد (١).
فلما لم ينقل عن ابن مسعود والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف ﵃ بإسناد لينظر فيه يبقى النظر في المنقول عن ابن عباس ﵄ فقط فعلي ﵁ لم يصح عنه وصح عنه وقوع الثلاث.
الروايات عن ابن عباس ﵄ في أنَّ الثلاث المجموعة تقع واحدة رواها عنه عكرمة وطاوس وعمرو بن الأسود العنسي:
الأول: رواية عكرمة: عن ابن عباس ﵄، إذا قال:«أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا بِفَمٍ وَاحِدٍ فَهِيَ وَاحِدَةٌ»(٢).
وجه الاستدلال: في هذه الرواية ابن عباس ﵄ يوقع الثلاث بفم واحدة طلقة واحدة.
الرد: من أهل العلم من يوجه هذه الرواية ومنهم من يردها.
(١) انظر: «تهذيب السنن» (٣/ ١٢٩). (٢) ذكره أبو داود (٢/ ٢٦٠) معلقًا قال أبو داود: روى حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄، إذا قال: فذكره إسناده صحيح، وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٣٣/ ٨٥) وابن القيم في «إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان» (١/ ٢٨٧، ٣٢٣) وصححها الألباني في «إرواء الغليل» (٧/ ١٢٢)، جاء مسندًا - يأتي -، وحماد بن زيد أثبت الناس في أيوب قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ليس أحد في أيوب أثبت من حماد بن زيد، وقال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا اختلف إسماعيل ابن علية، وحماد بن زيد في أيوب كان القول قول حماد، قيل ليحيى: فإن خالفه سفيان الثوري؟ قال: فالقول قول حماد بن زيد في أيوب، قال يحيى: ومن خالفه من الناس جميعًا في أيوب فالقول قوله، قال: وقال حماد بن زيد: جالست أيوب عشرين سنة، وقال يعقوب بن سفيان: سمعت سليمان بن حرب يقول: حماد بن زيد في أيوب أكبر من كل من روى عن أيوب.