الجواب: تقدم (١) أنَّ رواية «ولم يَرَها شيئًا» لا تصح والثابت أنَّ النبي ﷺ عدها واحدة ويأتي قريبًا.
الوجه الثالث: استخدام الرجعة في مراجعة المطلقة طلاقًا رجعيًا اصطلاح مستحدث بعد عصر النبوة ولم تستعمل بهذا المعنى في القرآن أصلًا بل استعمل الرد والإمساك فقط (٢).
الجواب: الرجعة اسم مرة من الرجوع والمصدر رجوعًا وقد جاء في السنة لفظ الرجعة في رد المطلقة طلاقًا رجعيًا فعن فاطمة بنت قيس ﵂ قالت: أتيت النبي ﷺ فقلت أنا بنت آل خالد وإنَّ زوجي فلانًا أرسل إلي بطلاقي وإنَّي سألت أهله النفقة والسكنى فأبوا علي قالوا يا رسول الله إنَّه قد أرسل إليها بثلاث تطليقات قالت فقال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى لِلْمَرْأَةِ إِذَا كَانَ لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا الرَّجْعَةُ»(٣).
وإطلاق الرجعة على مراجعة المطلقة طلاقًا رجعيًا كثير في كلام الصحابة ﵃(٤).
الدليل الثامن: عن نافع، عن ابن عمر ﵄، «أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَأَتَى عُمَرُ ﵁ النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَجَعَلَهَا وَاحِدَةً»(٥).
(١) انظر: (ص: ٣٢٤). (٢) انظر: «نيل الأوطار» (٦/ ٢٢٥)، و «نظام الطلاق في الإسلام» (ص: ٢١). (٣) رواه سعيد بن منصور (١٣٥٨) (١/ ٣٦٣)، والنسائي (٣٤٠٣) ورواته ثقات. (٤) انظر: «سنن سعيد بن منصور» (١٣١٧) (١/ ٣٥٣)، و «مصنف عبد الرزاق» (٦/ ٣١٥، ٣١٩)، و «مصنف ابن أبي شيبة» (٥/ ٨). (٥) رواه أبو داود الطيالسي (٦٨) حدثنا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر ﵁ فذكره وإسناده صحيح. و تابع أبا داود الطيالسي يزيد بن هارون عند الدارقطني في سننه (٤/ ٩) وابن وهب انظر: «فتح الباري» (٩/ ٣٥٣). وصحح إسناده أحمد شاكر في «نظام الطلاق في الإسلام» (ص: ٢١)، وقال الألباني في «الإرواء» (٧/ ١٢٦) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ورواه الدارقطني (٤/ ١٠) نا أبو بكر نا عباس بن محمد نا أبو عاصم عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر ﵄ أنَّ رسول الله ﷺ قال: «هِيَ وَاحِدَةٌ» رواته ثقات. أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وعباس بن محمد الدوري وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ثقات وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة لكن لم يصرح بالسماع قال الإمام أحمد: ابن جريج إذا قال قال فلان وقال فلان وأخبرت جاء بمناكير وقال الدارقطني شر التدليس تدليس ابن جريج فإنَّه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح. قال الألباني في «الإرواء» (٧/ ١٣٤) إسناد صحيح إن كان ابن جريج سمعه من نافع. تنبيه: في مطبوعة دار المعرفة لسنن الدارقطني مع التعليق المغني عياش بن محمد والتصحيح من مطبوعة دار المعرفة (٣/ ٢٦٣) تحقيق عادل أحمد وزميله. وعياش بن محمد أيضًا ثقة.