= أبي هريرة ﵁ غير هذا الحديث وقد تأوله بعضهم على أنَّه أراد لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة ﵁ وهو تكلف وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط وصار يرسل عنه غير ذلك فتكون قصته في ذلك كقصته مع سمرة ﵁ في حديث العقيقة. وهذا توجيه حسن لو لم يأت ما يعارضه ففي «المحلى» (١٠/ ٢٣٦) بعد أن أخرج الحديث قال الحسن لم أسمعه من أبي هريرة ﵁. وهذا جارٍ على الصحيح في الرواية وهو الإرسال. وفي «تحفة الأشراف» (٩/ ٣١٩) قال النسائي الحسن لم يسمع من أبي هريرة ﵁ شيئًا، ومع هذا إنّي لم أسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة ﵁ فجعل القائل النسائي وليس الحسن. وقال البزار (١٠/ ٩٨) روي عن أبي هريرة ﵁ رواه الحسن عنه ولم يسمع الحسن من أبي هريرة ﵁. والجمهور على أنَّ الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة ﵁. وأشار إلى ضعف هذه الرواية ابن حزم «المحلى» (١٠/ ٢٣٦) وضعف الحديث الشيخ مقبل الوادعي في تحقيقه تفسير ابن كثير (١/ ٥٠٣) وقال الحسن لم يسمع من أبي هريرة ﵁ على الصحيح. ٢ - الدارقطني في علله (٢٠٠٢) حدثنا القاسم بن إسماعيل والحسين بن يحيى بن عباس، قالا: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان، حدثنا وهيب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة ﵁، قال النبي ﷺ: «الْمُخْتَلِعَاتُ والْمُنْتَزِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ» رواته ثقات. في هذه الرواية الحديث عن عفان عن وهيب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة ﵁ والرواية السابقة بما فيها رواية عفان جعلوا الحديث من رواية وهيب عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة ﵁. ومع الاختلاف على عفان بن مسلم ترجح رواية الإمام أحمد لإمامته في الحديث ولموافقته الجماعة. ويحتمل أنَّ عفان سمعه من وهيب على الوجهين فوهيب بن خالد ثقة لكن ذهب بصره وكان يملي من حفظه قال أبو داود تغير وهيب بن خالد وكان ثقة. وعلى كلا الوجهين فالمحفوظ رواية وهيب عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة ﵁، والله أعلم. وفي هذه الرواية أيضًا الحديث رواه يونس عن الحسن عن أبي هريرة ﵁ وتقدمت الإشارة إلى أنَّ يونس بن عبيد رواه عن الحسن مرسلًا. فهذه الرواية شاذة، والله أعلم. تنبيه: في المطبوعة الحسين بن يحيى بن عباس والصواب بن عياش والله أعلم. فالراجح الرواية المرسلة فأبو الأشهب جعفر بن حيان وحزم بن أبي حزم القطعي ويونس بن عبيد وحميد بن أبي حميد وقتادة ومعمر وعلي بن الأحول، يروونه عن الحسن عن النبي ﷺ مرسلًا لكن لهذه الرواية المرسلة شاهد من حديث عقبة بن عامر ﵁ الآتي فيتقوى به =