للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الثالث: لما يروى أنَّ أبا بكر الصديق أمر ابنه عبد الله بطلاق امرأته (١).


(١) رواه الخرائطي في «اعتلال القلوب» (ص: ١٦٥) حدثنا أبو يوسف الزهري قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن الزبير [بن العوام]، عن عبد الله بن عاصم بن المنذر قال: الزبير بن بكار: وحدثني محمد بن الضحاك، يزيد بعضهم على بعض أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأَحَبَّهَا حُبًّا شَدِيدًا حَتَّى كَادَتْ تَغْلِبُهُ عَلَى عَقْلِهِ، وَتَشْغَلُهُ عَنْ سوْقِهِ، فَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِفِرَاقِهَا فَقَالَ:
وَإِنَّ فِرَاقِي أَهْلَ بَيْتٍ أُحِبُّهُمْ عَلَى كِبْرٍ مِنِّي لِإِحْدَى الْعَظَائِمِ
ثُمَّ عَزَمَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَفَارَقَهَا، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ يَقُولُ:
فَلَمْ أَرَ مَثَلِي طَلَّقَ الْيَوْمَ مِثْلَهَا وَلَا مِثْلَهَا فِي غَيْرِ جُرْمٍ تُطَلَّقُ
لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ وَحِلْمٌ وَمَنْصِبٌ وَخَلْقٌ يُسَوَّى فِي الْحَيَاةِ وَمُصْدَقُ
فَرَّقَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَرَاجَعَهَا» إسناده ضعيف جدًّا.
أبو يوسف الزهري ضعيف، ترجم له ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين فقال: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك أبو يوسف الزهري حدث عن إبراهيم بن سعد وهشام بن عروة قال أحمد ليس بشيء وقال مرة لا يساوي شيئًا وقد ضعفه أبو زرعة وقد روى عنه الخرائطي فقال يعقوب بن عيسى وكأنَّه قصد تدليسه، ومحمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» وابن أبي حاتم في الجرح و التعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكره ابن حبان في ثقاته، وعاتكة بنت زيد زوج الزبير بن العوام جد عبد الله بن عاصم بن المنذر ويغلب على الظن أنَّ روايته مرسلة، والله أعلم.
ورواه الخرائطي أيضًا في «اعتلال القلوب» (ص: ١٩٠) حدثنا عمران بن موسى، عن رجل، عن الهيثم بن عدي قال: حدثني صيفي بن أبي صيفي، عن أبي بكر الهذلي، عن سالم بن عبد الله قال: كَانَتْ عَاتِكَةُ ابْنَةُ زَيْدٍ تَحْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَكَانَتْ قَدْ غَلَبَتْهُ عَلَى رَأْيِهِ، وَشَغَلَتْهُ عَنْ سُوقِهِ، فَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ بِطَلَاقِهَا وَاحِدَةً فَفَعَلَ، فَوَجَدَ عَلَيْهَا فَفَعَلَ لِأَبِيهِ عَلَى طَرِيقِهِ وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا بَصُرَ بِأَبِي بَكْرٍ أَنْشَأَ يَقُولُ:
فَلَمْ أَرَ مِثْلِي طَلَّقَ الْيَوْمَ مِثْلَهَا وَلَا مِثْلَهَا فِي غَيْرِ جُرْمٍ تُطَلَّقُ
قَالَ: فَرَّقَ لَهُ وَأَمَرَهُ بِمُرَاجَعَتِهَا» مرسل إسناده ضعيف جدًّا.
في إسناده الراوي المبهم، والهيثم بن عدي الطائي، أبو عبد الرحمن ضعفه شديد قال البخاري: ليس بثقة كان يكذب، وقال أبو داود: كذاب، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وكان أخباريًا علامة. وصيفي بن أبي صيفي لم أعرفه وأبو بكر الهذلي مترجم له في التهذيب وضعفه شديد.
ورواية سالم، عن أبي بكر مرسلة، وعبد الله بن أبي بكر الصديق مات في خلافة أبيه.
تنبيه: جاء في «كنز العمال» (٢٨٠٦٩) رواه وكيع في الغرر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وفيه قال: أي بني أتحبها؟ قال: نعم قال: راجعها» ولم أقف عليه، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الصديق والفاروق مرسلة.

<<  <   >  >>