ما يوجب الإنصاف ويختار جوابًا يقدم به على رب العباد ولا يختار شيئًا حمية ورياءً فإنَّ الدنيا مفروغ منها وهي زائلة فيتخذ لنفسه ما يصلح لرمسه وليتخذ جوابا يقف به بين يدي الله ﷿ حين يقف حاسرًا عريانًا مكشوف الرأس حيران فالدنيا جميعها لا تساوي فلس ولينصف حيث يحق الإنصاف ولا يقل بالمسائل باجتهاد نفسه فإنَّ العلماء رعاة الله على دينه والراعي مسؤول عن رعيته فإنه إذا أبصر يوم القيامة يوم الحسرة والندامة الأهوال والأمور وديوانه اتبع الحق وخلى الفجور (١).
الثالث: قد يقال: إن الفتوى بوقوع طلاق الثلاث يؤدي إلى تشتت بعض الأسر ووقوع البعض في التحايل على ذلك بنكاح التحليل.
والجواب إذا تبين لطالب العلم أنَّ هذا القول هو الصواب في هذه المسألة
فلا يعارضه بمثل هذه الآراء والواجب على الجميع التسليم لحكم الله وترك الحيل التي يستبيحون بها المحرمات وهذا الإيراد يرد أيضًا إذا بانت المرأة من زوجها بالثلاث المفرقة فلا تعطل الأحكام الشريعة لتساهل الناس في الطلاق فمن ألزم نفسه بالثلاث لزمته، والله أعلم.
الرابع: إن كنت قد أطلت في هذه المسألة وبعض مسائل الطلاق فلا تتضايق أيها القارئ من الإطالة فبعض المسائل خطيرة وتحتاج إلى تجلية تامة لا سيما إذا اختار القول المرجوح أئمة كبار يقتدى بهم.