للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واجتمعت عليه الصحابة في زمن رسول الله وخلافة أبي بكر وبعض خلافة عمر … الإجماع في زمن النبوة وخلافة النبوة وبعض زمن عمر ولا تشريع بعد رسول الله وليس في الإجماعات أصح من هذا الإجماع (١).

وقال شيخنا الشيخ محمد العثيمين كون الطلاق الثلاث واحدة: لو أدعى مدع أنَّه إجماع قديم لكان قوله صحيحًا متوجهًا (٢).

الرد على الإجماع من وجوه:

الرد الأول: دعوى الإجماع بأنَّ طلاق الثلاث واحدة في عهد الصديق وبعض خلافة عمر بناء على أنَّ المتبادر من ظاهر حديث ابن عباس- هو المراد، وأنَّ الحديث صحيح وتقدم (٣) أنَّ بعض أهل العلم يضعف الحديث وبعضهم يوجهه، فعلى هذا لا إجماع في هذه المسألة.

الرد الثاني: قال ابن رجب: لا يعلم من الأمة أحد خالف في هذه المسألة مخالفة ظاهرة ولا حكمًا ولا قضاءً ولا علمًا ولا إفتاءً ولم يقع ذلك إلا من نفر يسير جدًّا وقد أنكر عليهم من عاصرهم غاية الإنكار وكان أكثرهم يستخفي بذلك ولا يظهره، فكيف يكون إجماع الأمة على إخفاء دين الله الذي شرعه على لسان رسوله واتباعهم اجتهاد من خالفه برأيه في ذلك؟!! هذا لا يحل اعتقاده، وهذه الأمة كما أنَّها معصومة من الاجتماع على ضلالة فهي معصومة من أن يظهر أهل الباطل منهم على أهل الحق ولو كان ما قاله عمر- في هذا ليس حقًّا للزم في هذه المسألة ظهور أهل الباطل على أهل الحق في كل زمان ومكان وهذا باطل قطعًا (٤).

الرد الثالث: تأتي حكاية الإجماع على خلافه.


(١) انظر: «سير الحاث» (ص: ١٤٤، ١٥٥).
(٢) انظر: «فتح ذي الجلال والإكرام» (١٢/ ٧٥).
(٣) انظر: (ص: ٥٧٩).
(٤) انظر: «سير الحاث» (ص: ١٠٩).

<<  <   >  >>