واختلف في ﴿فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾ (١) فأبو عمرو وحمزة، وكذا خلف «يؤتيه» بالياء المثنّاة من تحت إسنادا إلى الحق - تعالى - على وجه الغيبة مناسبة لقوله - تعالى - ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ اِبْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ﴾، وافقهم اليزيدي والشّنبوذي عن الأعمش، وقرأ الباقون بنون التّعظيم مناسبة لقوله - تعالى - ﴿نُوَلِّهِ﴾، ﴿وَنُصْلِهِ﴾ أي: نؤتيه نحن، "واتّفق على الحرف الأوّل وهو ﴿فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ﴾ أنّه بالنّون لبعد الاسم العظيم عن ﴿فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ﴾ فلم يحسن فيه الغيبة كحسنه في الثّاني لقربه"(٢)، نبه عليه في (النّشر).
وقرأ «نوله»، «ونصله»(٣) بإسكان الهاء فيهما أبو عمر وهشام من طريق الدّاجوني وأبو بكر وحمزة وكذا ابن وردان من طريق النّهرواني، وابن جمّاز من طريق الهاشمي، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الباقون وكذا يعقوب بكسر الهاء من غير صلة، وقرأ الباقون بالصلة إلاّ أنّه اختلف عن ابن ذكوان، وعن هشام من طريق الحلواني، وكذا عن أبي جعفر، وتحصّل من خلافهم أنّ لابن ذكوان القصر والإشباع، وزاد هشام الإسكان فصار له ثلاثة أوجه لأبي جعفر الإسكان والقصر، كما ذكر في «هاء الكناية»(٤).
وعن الحسن ﴿إِلاّ إِناثاً﴾ (٥) بالإفراد (٦)، والمراد به الجمع (٧).