اختلف في ﴿لُبَداً﴾ (١) فأبو جعفر بتشديد الباء مفتوحة، وعن الحسن ضمها مخففة، وقرأ الباقون بفتحها مخففة.
وقرأ ﴿أَنْ لَمْ يَرَهُ﴾ (٢) بسكون الهاء هشام من طريق الدّاجوني، وقرأ ابن وردان، ويعقوب بخلف عنهما بقصر الهاء، وقرأ الباقون بمدها، وبه قرأ هشام من طريق الحلواني، وكذا ابن وردان ويعقوب في الوجه الثّاني عنهما.
واختلف في ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعامٌ﴾ (٣) فابن كثير وأبو عمرو والكسائي «فكّ» بفتح الكاف فعلا ماضيا «رقبة» بالنّصب مفعوله «أو أطعم» بفتح الهمزة والميم فعلا ماضيا أيضا، فالفعل في هذه القراءة بدل من قوله: ﴿اِقْتَحَمَ﴾ فهو بيان له، كأنّه قيل:
"فلا فكّ رقبة ولا أطعم"، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وقرأ الباقون برفع الكاف اسما، ﴿رَقَبَةٍ﴾ بالخفض على الإضافة ﴿أَوْ إِطْعامٌ﴾ بكسر الهمزة وألف بعد العين ورفع الميم منونة اسم مرفوع أيضا، وارتفع ﴿فَكُّ﴾ على إضمار مبتدأ، أي:
هو فك رقبة أو إطعام، على معنى الإباحة، وفي الكلام حذف مضاف دلّ عليه: ﴿فَلا اِقْتَحَمَ﴾، تقديره: وما أدراك ما اقتحام العقبة؟، فالتقدير:"اقتحام العقبة عتق رقبة أو اطعام يتيم ذي قرابة، ومسكين ذي فقر، في يوم ذي مجاعة"(٤)، وإنّما احتيج إلى