الأوّل: ألاّ يكون أوّل المثلين هاء سكت فإنّه لا يدغم، لأنّ الوقف على الهاء منوي، وهو معنى قول الجعبري في الضابط:" ولا منوي الوقف "، وهو يشير إلى ﴿مالِيَهْ * هَلَكَ﴾ (٢)، فإنّهما مثلان أوّلهما ساكن، لكن هاء السّكت حقها أن لا تثبت وصلا، فإن ثبتت فإجراء للوصل مجرى الوقف، وقد روي عن ورش إدغامه، واحتجّوا له بأنّهما مثلان اجتمعا لفظا، وضعّفه النّحويون من جهة القياس، لأنّهما انفصلا حكما بالوقف المنوي، لا لفظا كما توهم، قاله الجعبري (٣)، ويأتي البحث في ذلك إن شاء الله - تعالى - في سورة الحاقة.
الشّرط الثّاني: أن لا يكون أوّل المثلين حرف مدّ نحو: ﴿قالُوا وَهُمْ﴾، و ﴿فِي يَوْمٍ﴾ (٤)، لئلا يذهب المدّ بالإدغام (٥).
(١) البقرة: ١٦، النساء: ٧٨، النحل: ٧٦، الأحزاب: ١٣، البقرة: ٢٥٦، الأعراف: ١٨٩، على الترتيب. (٢) الحاقة: ٢٨، ٢٩. (٣) كنز المعاني ٣/ ٧٥٣. (٤) (الشعراء: ٩٦)، (إبراهيم: ١٨، السجدة: ٥، القمر: ١٩، المعارج: ٤، البلد: ١٤)، على الترتيب. (٥) الواقع أن اجتماع المثلين في هذين المثالين لم يتحقق إلاّ شكلا ورسما، فأما حقيقة -