وقد ذَهَبَ بَعضُ أهْلِ العلمِ من أصْحابِ النبيِّ ﷺ وَغَيرِهِمْ إلى هذا الحديثِ ولم يَرَوْا بالحِجَامَةِ لِلصَّائمِ بَأسًا، وهو قَوْلُ سُفيانَ الثَّوْرِىّ، وَمَالكِ بن أنَسٍ، وَالشَّافِعِيِّ.
٦٢ - باب ما جاء في كَرَاهِيةِ الوِصَالِ في الصيام
٧٨٨ - حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَليٍّ، قَال: حَدَّثَنا بِشْرُ بن المُفَضَّلِ وَخَالدُ بن الحارثِ، عن سَعيدِ بن أبي عروبة، عن قَتادةَ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسُولُ اللهِ ﷺ: "لا تُوَاصِلُوا"، قَالوا: فإنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رسُولَ اللهِ! قال: "إني لَسْتُ كأحَدِكُمْ، إنَّ رَبَّي
= والثاني: رواه أصحاب السنن من طريق الحكم، عن مقسم عنه، لكن أعل بأنه ليس من مسموع الحكم عن مقسم، وقد رواه ابن سعد من طريق الحجاج، عن مقسم، وزاد في آخره: فلذلك كرهت الحجامة للصائم. والحجاج ضعيف، ورواه البزار من طريق داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس، وزاد في آخره: فغشي عليه. والثالث: رواه البخاري، والظاهر أن الراوي جمع بين الحديثين كما قدمناه. والرابع: رواه النسائي وغيره من طريق ميمون بن مهران عنه، وأعله أحمد وعلي بن المديني وغيرهما: قال مهنى: سألت أحمد عنه، فقال ليس فيه: صائم، إنما هو محرم، قلت: من ذكره؟ قال: ابن عيينة، عن عمرو، عن عطاء وطاووس، ورَوْحٌ، عن زكريا، عن عمرو، عن طاووس، وعبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير.