وهو مُحْرِمٌ، فسألَ أبانَ بن عُثمانَ، فقال: اضْمِدْهُما بالصَّبِرِ، فإنَّي سمعتُ عثمانَ بن عفانَ يَذْكُره عن رَسولِ اللهِ ﷺ يقولُ:"اضْمِدْهُما بِالصَّبِرِ"(١).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
والعملُ على هذا عند أهلِ العلمِ: لا يَروْنَ بأسًا أنْ يَتداوَى المُحْرِمُ بدواءٍ، ما لم يكن فيه طِيبٌ.
١٠٦ - باب ما جاء في المُحْرمِ يَحْلِقُ رَأسَهُ في إحرامهِ ما عليه
٩٧٤ - حدَّثنا ابنُ أبي عُمرَ، قال: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن أيُّوبَ السَّخْتيانيَّ وابن أبي نَجِيحٍ وحُمَيْدٍ الأعْرَجِ وعبد الكريمِ، عن مجاهدٍ، عن عبد الرحمنِ بن أبي ليلى
عن كَعْبِ بن عُجْرةَ: أنَّ النبيَّ ﷺ مَرَّ بهِ وهو بالحُدَيْبيةِ، قبلَ أن يَدْخُلَ مكَّةَ وهو مُحْرِمٌ، وهو يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ، والقَمْلُ يتهافَتُ على وجههِ، فقال:"أتُؤذِيكَ هوامُّكَ هذِهِ؟ " فقال: نعم. فقال:"احْلِقْ وأطْعِمْ فَرَقًا بين سِتَّةِ مساكينَ" والفَرَقَ: ثَلاثةُ آصُعٍ "أوْ صُمْ ثلاثةَ أيَّامٍ، أوِ انْسُكْ نَسِيكةً". قال ابنُ أبي نَجِيحٍ: "أو اذْبَحْ
(١) صحيح، وأخرجه مسلم (١٢٠٤)، وأبو داود (١٨٣٨) و (١٨٣٩)، والنسائي ٥/ ١٤٣، وهو في "المسند" (٤٢٢) و (٤٩٤)، و"صحيح ابن حبان" (٣٩٥٤). قوله: "الصَّبِر": بكسر الباء، عصارة شجر مُرًّ، واحدتها صَبِرة.