وقد اخْتَلفَ أهْلُ العلمِ في تَعْجيلِ الزّكاةِ قَبْلَ مَحلِّهَا، فَرَأى طَائِفةٌ من أهْلِ العلمِ أنْ لا يُعَجِّلهَا، وَبهِ يَقولُ سُفيانُ الثَّوْريُّ، قال: أحَبُّ إلَيَّ أنْ لا يُعَجِّلهَا.
٦٨٧ - حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قَال: حَدَّثَنا أبو الأحْوَصِ، عن بَيانِ بنِ بِشْرٍ، عن قَيْسِ بنِ أبي حَازمٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ يَقولُ: "لأَنْ يَغْدُوَ أحَدُكُمْ، فَيَحْتَطِبَ على ظَهْرِهِ، فَيتَصدَّقَ مِنْهُ، ويَسْتَغْنيَ بهِ عن النَّاسِ، خَيْرٌ لهُ من أن يَسألَ رَجُلًا، أعْطَاهُ أو مَنعَهُ ذلكَ، فإنَّ اليَدَ العُلْيا
(١) أخرج ابن سعد ٤/ ٢٦ عن يزيد بن هارون، عن الحجاج، عن الحكم بن عتيبة: أن رسول الله ﷺ بعث عمر بن الخطاب على الصدقة، فأتى العباسَ يسأله صدقةَ ماله، قال: قد عجَّلتُ لرسول الله ﷺ صدقة سنتين، فرافقه إلى رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: "صدق عمي، قد تعجلنا منه صدقة سنتين". وأخرج ابن سعد ٤/ ٢٦ عن الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن الحكم مرسلًا أيضًا نحوه، إلا أنه ﷺ قال: "تربت يداك، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه، إن العباس سلفنا زكاة العام عام أول". (٢) وهو قول الحنفية، انظر "مختصر اختلاف العلماء" ١/ ٤٥٥.